moh عضو فـضــي
عدد المساهمات : 252 نقاط : 17139 تاريخ التسجيل : 23/01/2010
بطاقة الشخصية نرد: نرد | | | |
| موضوع: السلالات في شمال أفريقيا الإثنين مارس 01, 2010 11:13 pm | |
| الأدارسة في المغرب 788-974 م. الأدارسة: أولى السلالات الإسلامية المستقلة في المغرب 788-974 م. المقر: وليلى: 788-807 م، فاس: منذ 807 م. مؤسس السلالة إدريس بن عبد الله الكامل (788-793 م) من أحفاد الرسول محمد (ص)، نجا بنفسه من مذبحة فخ، التي أقامها العباسيون للعلويين سنة 786 م. فر إلى وليلى (بالمغرب). تمت مبايعته قائدا و أميرا و إماما من طرف قبائل البربر في المنطقة. و سع حدود مملكته حتى بلغ تلمسان (789 م). قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتدبير اغتياله سنة 793 م. لإدريس الأول (مولاي إدريس في المغرب) مكانة كبيرة بين المغربيين. و يعتبر قبره في وليلى (مولاي إدريس اليوم) مزارا مشهورا. قام ابنه إدريس الثاني (793-828 م) - و الذي تولى الإمامة منذ 804 م- بجلب العديد من الحرفيين من الأندلس و تونس، ثم شرع في بناء فاس و جعلها عاصمة الدولة، كما قام بتدعيم وطائد الدولة. قام ابنه محمد (828-836 م) عام 836 م بتقسيم المملكة بين إخوته الثمانية (أو أكثر). كانت لهذه الحركة تأثير سلبي على وحدة البلاد. بدأت بعدها مرحلة الحروب الداخلية بين الإخوة. منذ 932 م وقع الأدارسة تحت سلطة الأمويين حكام الأندلس والذين قاموا لمرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة. بعد معارك و مفاوضات شاقة تمكنت جيوش الأمويين من القبض على آخر الأدارسة (الحسن الحجام) والذي استطاع لبعض الوقت من أن يستولى على منطقة الريف و شمال المغرب، تقبض عليه سنة 974 م، ثم اقتياده أسيرا إلى قرطبة. توفي هناك سنة 985 م. تفرعت عن الأدارسة سلالات عديدة حكمت بلدان إسلامية عدة. أولها كان بنو حمود العلويين الذين حكموا في الجزيرة ومالقة (الأندلس). كما تولوا لبعض الوقت أمور الخلافة في قرطبة. فرع آخر من الأدارسة حكم جزءا من منطقة عسير في السعودية بين سنوات 1830-1943 م. الأمير عبد القادر الجزائري و الذي حكم في الجزائر سنوات 1834-1847 م ينحدر من هذه الأسرة أيضا. آخر فروعهم كان السنوسيين حكام ليبيا و الجبل الأخضر 1950-1969 م
الرستميون: سلالة من الإباضيين حكمت في الجزائر بين 776-908 م.
المقر: تاهرت/تيهرت (اليوم: تيارت).
مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية) كان منذ 758 م واليا على القيروان من قبل الخوارج. فر بعد عودة ولاة العباسيين إليها إلى تاهرت، تمت مبايعته إماما على الجماعة (776-784 م). أتم الرستميون السيطرة على مناطق وسط الجزائر أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم وضع نفسه نفسه تحت حماية الأمويين حكام الأندلس. الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس.
توطدت الدولة و ساد الاستقرار في عهد أبو سعيد الافلح (823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة الخوارج الثقافية و الفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام الداعية الشيعي أبو عيبد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية.
الموحدون تنتسب هذه الدولة إلى محمد بن تومرت, من قبيلة (زناتة البربرية) وموطنها في الجنوب الشرقي من المغرب الأقصى. وكان ابن تومرت قد دعا إلى مذهب التوحيد فعرف أصحابه بالموحدين وتلقب بالمهدي, ولما توفي سنة 524هـ خلفه في دعوته تلميذه المقرب إليه عبد المؤمن بن علي, فأخذ يغير على المرابطين وتمكن في عام 541هـ من الاستيلاء على مدينة مراكش وأزال دولة المرابطين في المغرب الأقصى وأقام دولة للموحدين. وقد اشتدت قوة الموحدين في عهد ابنه أبي يعقوب يوسف الأول. ففي عام 567هـ اجتاز البحر إلى الأندلس وأخضع بها من ظل مواليا للمرابطين كابن مردنيش وابن غانية. ولما توفي سنة 580هـ خلفه ابنه أبو يوسف يعقوب المنصور وفي عهده بلغت دولة الموحدين أوجها في العز والمنعة, فقد اجتاز البحر إلى الأندلس عدة مرات صد فيها عدوان الإسبان وكان آخرها عام 591هـ في الوقعة التي هزم فيها ألفونسو الثامن هزيمة منكرة وعرفت بوقعة (الأرك) وأحيا فيها وقعة الزلاقة التي جرت من قبل عام 479هـ. ولما توفي أبو يوسف يعقوب المنصور سنة 595هـ خلفه ابنه الناصر لدين الله محمد وفي عهده أخذت دولة الموحدين في الانهيار, فقد اشتبك مع الإسبان في معارك هزم فيها وكان أشدها وقعا تلك التي جرت سنة 609هـ والتي عرفت بوقعة (العقاب) وتتابعت هزائم الموحدين بعدها في عهد أخلافه منها هزيمة وقعة (أبي دانس) سنة 614هـ. ولم يطل عهد الموحدين بعد ذلك فقد استولى بنو مرين على دولتهم سنة 668هـ في عهد آخر ملوكهم إدريس الملقب بأبي دبوس.
الموحدون: سلالة بربرية حكمت في شمال إفريقية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) و الأندلس سنوات 1130-1269 م.
المقر: مراكش، إشبيلية (فترات متقطعة).
أطلق عليهم تسمية "الموحدون" لكون أتباع هذه الطريقة كانوا يدعوا إلى توحيد الله. قاد ابن تومرت (1080-1130 م)، والذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنملل -على جبال الأطلس - مقراً له. استطاع خليفته عبد المؤمن (30/1133-1163 م) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1147 م) و من ثم على كامل إفريقية (حتى تونس و ليبيا عام 1160 م) و الأندلس (1146-1154 م).
بلغت الدولة أوجها في عهد أبو يعقوب يوسف (1163-1184 م) ثم أبو يوسف يعقوب المنصور (1184-1199 م) مع بناء العديد من المدن الجديدة و تشجيع الثقافة والحياة الفكرية (ابن رشد، ابن طفيل). وقعت بعد ذلك معركة الأرك عام 1195 م و التي انتصر فيها الموحدون على الملوك النصرانيين. في عهد الناصر (1199-1213 م) تم القضاء على العديد من الثورات في إفريقية، إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصرانيين في معركة حصن العقاب (1212 م) - لم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة قائمة-. بعد سنة 1213 م بدأت الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي ثم النصرانيين (بعد 1228 م)، و تونس في أيدي الحفصيين و الجزائر في أيدي بنو عبد الواد -الزيانيون- (1229-1236 م). حكم بين سنوات 1224-1236 م فرعين أحدهما في المغرب و الثاني في الأندلس. منذ 1244 م تعرضوا لحملات المرينيين، ثم فقدوا السيطرة على المغرب و انتهى أمرهم سنة 1269 م وقضى عليهم المرينيون نهائياً.
دولة بني زيان من بني عبد الواد تنتسب هذه الدولة إلى مؤسسها أبي يحيى يغمراسن بن زيان العبدوادي, من بني زيان بتلمسان. ففي عام 633هـ استقل يغمراسن بتلمسان واشتملت دولته على إفريقية الوسطى (الجزائر) وخضعت بضع سنين للسيادة المرينية وامتد عمرها حتى استولى عليها العثمانيون سنة 962هـ.
الزيانيون، بنو زيَان، بنو عبد الواد: سلالة بربرية حكمت في غرب الجزائر سنوات 1236-1554 م.
المقر: تلمسان.
يرجع أصل بنو عبد الواد أو بنو زياد إلى قبيلة زناتة البربرية التي استقرت شمال الصحراء الكبرى ثم هاجرت في حدود القرن الحادي عشر إلى شمال الجزائر.
كان بنو عبد الواد من أنصار الموحدين، نقل هؤلاء إليهم إدارة مدينة تلمسان. بعد سقوط الموحدين استقل أبو يحي يغمراسن بن زيان (1236-1283 م) بالحكم تمكن بعدها من وضع قواعد لدولة قوية، في عهده ثم خلفاءه من بعده أصبحت تلمسان مركزاً لنشر الثقافة و مركزاً تجاريا أيضاًً. تأرجح بنو عبد الواد بعد ذلك بين وصاية المرينيين أصحاب المغرب تارة ثم الحفصيين أصحاب تونس تارة أخرى، والذين أجبروهم مرات عدة في القرنين الـ13 و الـ14 م على التنحي. ثم انتهى بهم الحال إلى أن وقعوا تحت سيطرة المرينيين.
أعيد إحياء سلطة الدولة و بلغت الثقافة أعلى درجاتها في عهد أبو حمو الثاني (1359-1389 م)، قبل أن يقعوا مرة أخرى تحت سيطرة الحفصيين. منذ 1510 م و بسبب التهديد الإسباني وضع بنو عبد الواد أنفسهم تحت حماية الأتراك (الذين استولوا على مدينة الجزائر عام 1516 م بأيدي عروج بربروسة). سنوات 1552-1554 م يستولي الأتراك على غرب الجزائر بعد عزل آخر سلاطين بني عبد الواد
خوارج الأباضية الرستمية (شمال إفريقية): 162-297 هـ نشأة المذهب الإباضي
لما وقعت معركة صفين بين الإمام علي بادر جذور الإباضية الأولون إلى مناصرة الإمام علي في حرب صفّين ضد معاوية بن أبي سفيان وسقط في الميدان إلى جانبه عدد من كبار الصحابة المشهود لهم بالجنة كعمار بن ياسر, و بادروا إلى التصريح في وجه حملة المصاحف بقولهم: "و به قاتلناكم", وإنها خدعة كما تفطّن لها الإمام علي نفسه لولا أن رجع إليها أخيرًا. و بادروا إلى نصحه في دسيسة التحكيم وألحوا عليه لرفض قبوله, ولما أصر على قبول التحكيم وأراد تعيين أبي موسى الأشعري نصحوه بأنه مغفل لا يليق وطلبوا بإلحاح تعيين ابن عباس حكمًا في جنبه مقابل عمرو بن العاص الكفؤ الداهية حكم معاوية, ولكنه رضخ إلى الغوغاء فلم يقبل ابن عباس حكمًا لدعوى أنه من الموليين على قتل عثمان بن عفان وأصر على تعيين أبي موسى الأشعري الذي لا يوازي عمرًا في الدهاء والمكر والكيد, و تأثر بعرض المصاحف على الرماح وإن كان هو يراه أول الأمر خدعة و تقبل تحكيم الرجال في أمر سبق فيه حكم الله نصًا صريحا من فوق سبع سماوات وغلب على أمره فلم يقبل بابن عباس حكمًا بجانبه إزاء عمرو بن العاص حكم معاوية و بدلاً من ذلك قبل أبا موسى الأشعري. و بعد ما رأى أصحابه أنهم في حل من بيعته لخلعه نفسه بقبول التحكيم وبقائهم بلا إمام بعد كل هذا رأو أنه لا بد من إمام يخلفه في أمورهم فعرضوها على كبارهم واحدا واحدا فأبوها إلا الإمام عبد الله بن وهب الرّاسبي الأزدي, قبلها قائلاً: ما أخذتها رغبة في الدنيا ولا أردها فرقا من الموت. فانحازوا عندئذ إلى النهروان وبعد أن همّ الإمام علي بالذهاب إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان صرفه الأشعث بن قيس إلى النهروان آمرا إياه بقتال الوهبية هناك. فصرف جنده إلى النهروان لنصيحة الأشعث بن قيس ظاهرًا, و لكن لسر في نفسه لأنه يرى أن الإمام عبد الله الراسبي أزديا غير قرشي, وهو يرى كمعاوية أن الإمامة في قريش, فإذا انتقلت ذهبت عنهم إلى الأبد, فقام بحملته على النهروان قبل أن يتقوى أمرهم, لكنه ندم على ذلك أشد الندم حتى قال لمولاّه قنبر لما سأله عن سبب بكائه الطويل: ويحك, صرعنا خيار هذه الأمة و قراءها. بعد ذلك, هرب من بقي منهم إلى البصرة واتخذوها مقرا لهم, حتى ظهرت فئة منهم, يكفرون مرتكب الكبيرة ويستحلون دماء أهل التوحيد, سمّوا بالخوارج, فقال الإمام الربيع بن حبيب لأتباعه: دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل, فلما تجاوزا ذلك إلى الفعل, طاردوهم الإباضية, وتبرأوا منهم, وأظهروا عداوتهم الشديدة لهم, لكن الكثير من المؤرخين تحدثوا بضم الإباضية إلى الخوارج.
انتشار المذهب الإباضي
يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛ فمؤسسه الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هو التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهو إمام ومحدّث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة (ض) وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه. ولد سنة 21 للهجرة، وكان أكثر استقراره بالبصرة وبها توفي سنة 93 للهجرة. ولم ينسب إِليه المذهب وإنما نسب إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب المذهب الإباضي إِلَيهِ، ولم يستعمل "الإباضية" في تاريخهم المبكر هذه النسبة، بل كانوا يستعملون عبارة "جماعة المسلمين" أو "أهل الدعوة" وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة "الإباضية" كان في أواخر القرن الثالث. وقد توزع علم جابر بن زيد في روافد كثيرة، لعل أخصبها وأثراها ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر المذهب على أيديهم، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، و ضمام بن السائب وغيرهم. وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة، فكان جابر بن زيد نفسه مِمَّن يستعمل الكتابة والمراسلة فكتب بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، [وقد حفظ لنا التاريخ شيئا منها إلى اليوم ]. واستكتب بعض زملائه من التابعين مثل عكرمة مولى ابن عباس في بعض المسائل. والذي بين أيدينا من روايات ذلك الفقه المبكر: كتاب روايات ضمام، وفتيا الربيع بن حبيب ، وكتاب النكاح لجابر بن زيد ، وكتاب الصلاة له، وكثير من الروايات عن تلميذه عمرو بن هرم و عمرو بن دينار ، بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده الصحيح. فالمذهب الإباضي بالنظر إلى تأسيسه ونشأته من أقدم المذاهب الفقهية الإسلامية وهو نتاج مدرسة العراق والبصرة خصوصا. على أنه وإن تأثر بمدرسة العراق فاستخدم علماؤها الرأي والقياس أيضا على تردد من بعضهم خصوصا جابر بن زيد و "أبا عبيدة" ، إلا أن تأسيسه على يدي "جابر" وهو محدث صاحب آثار جعل منهجه يطبع فقه المذهب ويغلب عليه، ويحد من تأثير مدرسة الرأي، التي عظم خطرها في العراق. على أن اتساع دائرة المذهب الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة و مكة والمدينة و خراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية". واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية" ، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن ، و حضرموت ثُمَّ عمان وفي شمال افريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر). وقد عرف هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم". وبجهود حملة العلم تأسست دولة "الإباضية" في شمال افريقيا، فكان إمام الظهور الأول لهذه الدولة هو: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري أحد حملة العلم، وقد بايعه أصحابه بالإمامة في منطقة "صياد" قرب بلدة زنجور في طرابلس سنة 140 الهجري، ولعب دورا هاما في سياسة المنطقة في فترة قصيرة، التي حكمها أَيام ملك العباسيين. ثُمَّ بعد حروب متصلة بين جيوش الدولة العباسية وجموع "الإباضية" في المغرب ، أفلح تلميذ آخر من تلاميذ "أبي عبيدة" وأحد "حملة العلم" وهو عبد الرحمن بن رستم الفارسي في تأسيس الدولة "الإباضية" بتاهرت (تيارت حاليا,وهي مدينة جزائرية)، والتي استمرت قرابة مائة وعشرين سنة (120 سنة) وازدهرت مع ازدهارها، وما هيأته من ظروف الاستقرار حركة علمية ممتازة في كل من جبل "نفوسة" و"تاهرت" تركت ثروة علمية واسعة ذات قيمة جليلة، وبعد سقوط الدولة "الإباضية" في "تاهرت" احتفظت التجمعات السكانية "الإباضية" بنوع من الاستقلال الديني والسياسي، مكنها في متابعة تلك النهضة العلمية التي تقوم على رعايتها مجالس العلماء، التي عرفت في اصطلاح الإباضية "بمجالس العزابة"، فاتصل الإنتاج العلمي بين "إباضية" المغرب في مختلف العلوم الإسلامية حتى أَيامنا هذه. ولعله من الإنصاف أَن نقرر هنا حقيقة هامة .. هي أن المذهب رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة في حال الظهور، أو في السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو "الشراء" أو "الكتمان". أئمة الإباضية الأولون الإمام جابر بن زيد التميمي. الإمام عبد الله بن إباض الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي الإمام أبو بلال مرداس بن حدير أئمة الدولة الرستمية الإمام عبد الرحمن بن رستم الإمام أفلح بن عبد الوهاب أعلام الإباضية الشيخ علي يحي معمر الدكتور عمرو خليفة النامي الشيخ إبراهيم بيوض الشيخ أبو اليقضان إبراهيم المجاهد سليمان الباروني الشيخ أحمد الخليلي الشيخ أبو اسحق إبراهيم اطفيش
السعديون من الأشراف حكمت في المغرب سنوات 1554-1659 م. السعديون: سلالة من الأشراف حكمت في المغرب سنوات 1554-1659 م.
المقر: مراكش وفاس.
نزح أجداد السعديين (ينتسبون إلى سيدنا الحسن السبط) مطلع القرن الـ14 م من الحجاز نحو منطقة الذراع (جنوب المغرب). بدأ السعديون في نشر دعوتهم عن طريق الفرق الصوفية في جنوب المغرب. حاربوا حكام المغرب الوطاسيين ثم قادوا حركة المقاومة ضد الوجود البرتغالي في البلاد، استولوا على مراكش سنة 1525 م ثم أغادير (أكادير) سنة 1441 م بعد طرد البرتغاليين منها وأخيرا دخلوا فاس سنة 1549 م. قام محمد الشيخ (54/1549-1557 م) بالقضاء على الوطاسيين سنة 1554 م. قام بعدها بتوطيد دعائم ملكه، أمن البلاد ثم استولى على تلمسان. قاوم ابنه مولاي عبد الله نفوذ العثمانيين ومحاولاتهم التغلغل إلى داخل البلاد (1557-1574 م). كان مُلك المغرب يتنازعه عدة أدعياء. قضا السعديون على التواجد البرتغالي في البلاد بعد انتصارهم في معركة "القصر الكبير" سنة 1578 م.
بلغت الدولة أوجها السياسي في عهد أحمد منصور (1578-1603 م)، والذي أمَن رخاء البلاد من خلال تحكمه في اقتصاد الدولة كما استُحدِث في عهده نظام إدارة جديد، والذي أطلق عليه اسم "المخزن". بعد سنة 1603 م قسمت المملكة وبدأت معها مرحلة التقهقر. حكم فرع السعديين في فاس مابين سنوات 1610-1626 م. قتل آخر السلاطين السعديين في مراكش سنة 1659 م وأصبح أمر الغرب في أيدي الأسرة العلوية (الفيلاليون).
الحسينيون من البايات حكمت في تونس سنوات 1705-1957 م. الحسينون: سلالة من البايات حكمت في تونس سنوات 1705-1957 م.
المقر: تونس (قصر الباردو).
كان مؤسس السلالة الحسين بن علي (1705-1735 م) قائدا على فرقة الخيالة في الجيش العثماني. بعد اضطراب الأوضاع السياسية في تونس، استولى على الحكم على حساب المراديين ثم أخذ يستقل بالأمر حتى أصبحت دولته كيانا قائما بذاته (على حساب الأتراك العثمانيين). أدت الحروب العائلية التي عرفتها دولة الحسينيين في تونس في عهد (ابن أخ المؤسس) علي باشا (1735-1756 م) إلى غزو البلاد سنة 1756 م، ثم قيام وصاية على تونس من طرف حكام الجزائر (الدايات).
استعادت الدولة عافيتها أثناء عهد علي باي (1759-1782 م) ثم حمودة باي (1782-1814 م)، سميت هذه الفترة بالفترة الذهبية. اكتمل استقلال تونس سنة 1807 م وأصبحت دولة كاملة السيادة. بدأت في نفس الفترة عملية تعريب البلاد، من خلال إحياء الثقافة، كما تم إدخال نظام تعليمي أشرفت عليه الدولة. بعد أن قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830 م، أصبحت تونس تحت رحمة القوى الأوروبية، كما أصبح اقتصادها مرتبطا بها أكثر. حاول أحمد باي (1837-1855 م) ثم محمد الصديق (1859-1882 م) القيام بإصلاحات على الطريقة الأوروبية.
ابتداء من سنة 1869 أصبحت الدول الأوروبية تتدخل مباشرة في تدبير الشؤون المالية الدول (الخزينة) كما تم تعطيل الإصلاحات السابقة. سنة 1881 م وبموجب اتفاقية باردو، أصبحت تونس تحت الحماية الفرنسية. تأرجحت سياسة البايات بين الإملاءات الفرنسية ورغبتهم في دعم المطلب الشعبي والمتمثل في الاستقلال، كان الحزب الدستورى يزعم القوى الشعبية. قام الفرنسيون سنة 1943 م بخلع الباي محمد منصف، بعد أن أبدى نزعة وطنية. مع قيام الجمهورية سنة 1957 م، قام الحبيب بورقيبة بدوره بخلع آخر البايات الحسينيين محمد الأمين باي (1943-1947م).
الأغالبة (في شمال إفريقية): 196-296 هـ (خلفهم العبيديون) الأغالبة، بنو الأغلب: سلالة عربية حكمت في إفريقية ( شرق الجزائر، تونس، غرب ليبيا ) مع جنوب ايطاليا و صقلية 800-909 م.
المقر: القيروان.
كان مؤسس الأسرة الأغلب بن سالم بن عقال التميمي قائداً لجيش العباسيين، ثم أصبح ابنه إبراهيم (800-812 م) والياُ على إفريقية من طرف هارون الرشيد ابتداء من سنة 787 م، غير أنه استقل بالأمر سنة 800 م بعد تراجع دور العباسيين. بعد القضاء على عدة ثورات كانت أغلبها من طرف دعاة بربر أستقر الأمر في عهد عبد الله بن إبراهيم (812-817 م) و زيادة الله بن إبراهيم (817-838 م) و بلغت الدولة أوجها. بعد سنة 827 م تم غزو صقلية من طرف الأغالبة، ثم الاستيلاء على مدينة باري -في إيطالية- عام 841، ثم اجتياح رومية ( روما) ونهبها عام 846 م -إلا أنهم انسحبوا بعد ذلك-، فغزو مالطة (مالطا) عام 868 م، و بلغت سطوة الأغالبة مبلغاً كانت فيه كل الدول النصرانية على ساحل إيطالية تدفع لهم الجزية. داخلياً كان الأغالبة في صراع دائم مع الثورات ذات الطابع الديني -الخوارج- أو بدوافع من العصبية - البربر-.
بدأت مرحلة الأفول أثناء عهد إبراهيم بن أحمد (875-902 م) و فيها تم فقدان بعض المناطق لصالح البيزنطيين -كالابرية-، فليبيا لصالح الطولونيين، ثم تمرد بعض القبائل على الحكم الأغلبي. انتهت دولتهم على أيدي الفاطميين سنة 909 م.
المرابطون (في المغرب): 448-541 هـ المرابطون، اللمتونيون، الملثمون: سلالة بربرية حكمت في المغرب، موريتانيا، غرب الجزائر و الأندلس مابين أعوام 1056-1060 و حتى 1147 م.
المقر: فاس: 1056-1086 م، مراكش منذ 1086 م.
يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة البربرية كما أن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -انطلاقا من موريتانيا- و أفلحوا في حمل بلاد غانه على الإسلام و من ثمة باقي مناطق الصحراء الغربية، في عهد يوسف بن تاشفين (1060-1106 م) تم غزو المغرب و غرب الجزائر ثم بناء مدينة مراكش 1062 م.
قاد عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس و انتصر على النصارى في معركة الزلاقة الشهيرة. بين أعوام 1089-1094 م عاد ابن تاشفين مرة أخرى إلى الأندلس و لكن هذه المرة للقضاء على ملوك الطوائف. في عهد علي بن يوسف (1106-1143) تعرض إلى هزائم على أيدي النصارى في الأندلس ثم استولى الموحدون على مملكته في غرب إفريقية -منذ 1030 م- . إلى أن قضى هؤلاء على آخر الأمراء بعد استيلائهم على مراكش عام 1147 م.
دولة الحفصيين تنتسب هذه الدولة إلى أبي حفص عمر بن أبي زكريا يحيى الهنتاتي, وكان أبو زكريا من عمال دولة الموحدين بتونس ثم استقل عنها سنة 625هـ, وقامت بين أخلافه خصومات انقسمت بسببها الدولة سنة 681هـ إلى دولتين: دولة في تونس ودولة في (بجاية) بالمغرب الأوسط, وامتدت إلى أن استولى عليها العثمانيون سنة 941هـ.
الحفصيون: سلالة بربرية حكمت في تونس، شرق الجزائر و طرابلس مابين 1229-1574 م. المقر: تونس. ينتمي الحفصيون إلى قبيلة مصمودة البربرية، ومساكنها في جبال الأطلس. استمدت التسمية من أبو حفص عمر (1174-1195 م) أحد أجداد الأسرة ومن رجالات ابن تومرت الأوفياء. أصبح ابنه من بعده من عمال الموحدين على تونس. قام ابنه من بعده الأمير أبو زكريا يحي (1228-1249 م) بالاستيلاء على السلطة و أعلن استقلاله واستطاع أن يؤسس دولة استخلفت الدولة الموحدية في المنطقة. قضى ابنه المستنصر (1249-1277 م) على الحملة الصليبية السابعة، ثم اتخذ لقب أمير المؤمنين. بعد وفاته تنازع أولاده الحكم. و جرت حروب طاحنة بينهم. في أواخر القرن الـ13 م انشق عن الأسرة فرعين، حكم أحدهما في بجاية و الآخر في قسنطينة. في منتصف القرن الـ14 م استولى المرينيون على البلاد. بعده جلاء المرينيين استعادت الدولة الحفصية حيوتها و نشاطها مع حكم كل من أبو العباس أحمد (1370-1394 م)، أبو فارس عبد العزيز (1394-1434 م) ثم أبو عمر يحي (1435-1488 م). عرفت هذه الفترة الاستقرار و عم الأمن أرجاء الدولة. أصبحت العاصمة تونس مركزا تجاريا مهماً.
ابتداء من سنة 1494 م بدأت مرحلة السقوط السريع، استقلت العديد من المدن و المناطق. منذ 1505 م سيطر الأتراك عن طريق قادتهم عروج و خير الدين بربروسة على المنطقة. حاصر الإمبراطور الجرماني كارل الخامس (و ملك إسبانيا باسم كارلوس الأول) تونس سنة 1535 م. آخر الحفصيين وقع بين الضغط المتزايد من القادة الأتراك، والذين استقروا في الجزائر من جهة، والأسبان من جهة أخرى. سنة 1574 م يفلح حاكم الجزائر في دخول تونس، تم خلع آخر السلاطين الحفصيين ودخلت بذلك تونس تحت سلطة العثمانيين. . . | |
|
salee عــضــو ذهــبـي
عدد المساهمات : 262 نقاط : 17253 تاريخ التسجيل : 21/01/2010 العمر : 34 الموقع : ليبيا
بطاقة الشخصية نرد: نرد | | | |
| موضوع: رد: السلالات في شمال أفريقيا الجمعة مارس 19, 2010 8:39 pm | |
| | |
|